أكبر قنصلية للولايات المتحدة لا يمكنها أن تبقى صامتة في أربيل

في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2020، تم اعتقال الصحفي الاستقصائي الكردي شيروان شيرواني قسرًا من منزله خارج أربيل، في عملية أمنية منسّقة وجريئة. اقتحم ضباط مسلحون المكان، وقيدوا شيرواني تحت تهديد السلاح، واقتادوه بالقوة أمام أطفاله. لم يكن هذا الاعتقال الدراماتيكي حادثًا معزولًا، بل تصعيدًا مخيفًا في الحملة المستمرة لإسكات أحد أكثر صحفيي إقليم كردستان جرأة في كشف ممارسات نظام مسرور بارزاني.

شكّل اعتقال شيرواني عام 2020 سابقة جديدة في حملة النظام على الصحافة. فبعد أن كان قد استُهدف سابقًا في عام 2012 ثم مرة أخرى في 2019، دفعه اعتقال تشرين الأول/أكتوبر 2020 إلى محنة قضائية طويلة، حوّلته بين ليلة وضحاها من صحفي رقابي إلى رمز عالمي لقمع حرية الصحافة. وقد بعثت تصرفات السلطات برسالة تهديد واضحة: نظام بارزاني مستعد لسحق أي معارضة مهما كان الثمن، حتى في الوقت الذي كانت فيه القنصليات المحيطة بأربيل ودهوك تشهد هذا الظلم المتكشف.

شيرواني، وهو صحفي استقصائي يتمتع بخبرة تزيد على عقد من الزمن ومؤسس منصة “باشور”، كشف عن الفساد المنهجي، وانتهاكات الأجهزة الأمنية، والاعتقالات خارج إطار القانون، وصراعات النفوذ السياسي. ويصفه زملاؤه بأنه قاوم القيود التي فرضها مسرور بارزاني على الصحفيين، والتي كانت تحمي كبار مسؤولي حكومة إقليم كردستان من المساءلة.

بعد أربعة أشهر من اعتقاله، حكمت محكمة جنائية في أربيل على شيرواني وأربعة آخرين بالسجن ست سنوات بموجب تهم واسعة تتعلق بالأمن القومي. وقد استُخدمت هذه الملاحقات القضائية كسلاح في منطقة بادينان، المعقل التقليدي للحزب الديمقراطي الكردستاني وعائلة بارزاني، لتوجيه تحذير لا لبس فيه: سيتم سحق أي صوت معارض. وفي الوقت نفسه، تتزايد الاتهامات بسوء استخدام بارزاني للأموال الكردية والأمريكية، فيما تكشف التحقيقات الصحفية عن مخططات جديدة لإخفاء مليارات الدولارات غير المشروعة.

لا يمكن فصل هذه القضية عن الأزمة الأوسع. فمنذ عام 2019، وتحت رئاسة الوزراء التي يتولاها مسرور بارزاني، شهد إقليم كردستان تصعيدًا في العداء العلني لحرية التعبير والصحافة والمجتمع المدني. وكل يوم من صمت الولايات المتحدة وحلفائها يشجع النظام ويقوّض المصالح الأمنية القومية الأمريكية، بما في ذلك إنفاذ العقوبات ضد الجهات الإقليمية الفاعلة السيئة.

لم يكتفِ بارزاني بالاتهامات العلنية قبل محاكمة شيرواني، بل وصف الصحفيين المعتقلين بأنهم “جواسيس” و“مخربون”، مما غذّى مناخًا من العداء. واليوم، أصبح بارزاني نفسه مكشوفًا: فمنذ عام 2022، سعى للحصول بشكل غير قانوني على برنامج التجسس “بيغاسوس” داخل الولايات المتحدة، وهو تطور مقلق يوحي بأن هؤلاء الصحفيين والنشطاء وحتى القنصليات الأجنبية قد يكونون أهدافًا له. وقد أدانت منظمة هيومن رايتس ووتش المحاكمة ووصفتها بأنها “معيبة جوهريًا”، مع تقارير عن “اعترافات” قسرية، وترهيب، وانتهاكات جسيمة لإجراءات المحاكمة العادلة. كما أدانت وزارة الخارجية الألمانية الإجراءات بسبب تجاهلها الصارخ لمبادئ العدالة.

كان من المقرر الإفراج عن شيرواني في عام 2023، إلا أنه وُجّهت إليه تهم جديدة، من بينها الادعاء بأنه وقّع وثائق قانونية نيابة عن سجين آخر، رغم أن السجين نفسه شهد بأنه أعطى موافقته الكاملة. ومع ذلك، فرضت المحكمة عليه حكمًا إضافيًا. وقد لاحظت منظمات حرية الصحافة وحقوق الإنسان نمطًا متكررًا يتمثل في ظهور اتهامات جديدة كلما أصبح الإفراج وشيكًا. وعلى مدى أكثر من عقد، وثّقت تقارير حقوق الإنسان الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية تزايد القمع وعمليات القتل خارج نطاق القضاء في إقليم كردستان العراق، بما في ذلك استهداف الصحفيين والنشطاء والمواطنين الذين يعبرون عن معارضتهم.

في آب/أغسطس 2025، وقبل موعد الإفراج المقرر بفترة وجيزة، أُدين شيرواني مرة أخرى بسرعة إثر ادعاءات جديدة من أحد ضباط السجن. واصفًا القضية بأنها “محسومة سلفًا”، حذّر محامي شيرواني من أن الاستئناف لا يزال معلقًا. وفي هذه الأثناء، تدهورت ظروف احتجازه بشكل حاد.

تدرك القنصليات الأمريكية والأجنبية في أربيل جيدًا أن عنصرًا محوريًا في قضية الادعاء ضد شيرواني تمحور حول تواصله المهني مع دبلوماسيين أجانب متمركزين في أربيل ودهوك. ولم تكن لقاءات شيرواني سرية، بل نُشرت علنًا على الإنترنت، ولم تكن غير معتادة. ومع ذلك، ادعى الادعاء أن هذه الاتصالات تشكل تعاونًا مع “جهات أجنبية”، رغم غياب أي دليل على أن شيرواني قام بتسريب معلومات سرية أو تلقى رشى مالية. وقد رفضت القنصلية الألمانية هذه النظرية علنًا، محذّرة من أن هذه الادعاءات الكاذبة من شأنها تجريم التفاعل الدبلوماسي الروتيني مع المجتمع المدني. ولم تكن القنصلية الألمانية الوحيدة التي اتهمها مسرور بارزاني بـ“التجسس” على حكمه الذي يشبه أسلوب صدام حسين؛ إذ وُجهت اتهامات مماثلة إلى القنصليتين الفرنسية والأمريكية ودبلوماسييهما بسبب لقائهم بالصحفيين وغيرهم ممن ينقلون تقارير عن إقليم كردستان.

إن التزامن الزمني بين اعتقال شيرواني ومحاكمته بتهم التجسس بالتعاون مع قنصليات أجنبية، وبين اغتيال ضابط استخبارات أمريكي في عام 2021 – حيث عُثر على جثته وعليها آثار ضرب وكدمات وألقيت في مجرى مائي – هو أمر أكثر إثارة للقلق. وقد زعم بارزاني ومسؤولو الحزب الديمقراطي الكردستاني في حكومة الإقليم أن الوفاة كانت نتيجة نوبة قلبية. إلا أن هذا السياق، المتزامن مع غضب بارزاني من تعاون القنصليات الأجنبية مع الصحفيين الذين يحققون في الفساد أو يتعاونون مع قوات الأمن الأمريكية، يشكل تذكيرًا مخيفًا بماضي العراق الدكتاتوري وبعواقب الصمت على المصالح الأمنية الأمريكية.

أصبح استمرار سجن شيرواني قضية عالمية بالنسبة للولايات المتحدة. فهو يوضح كيف يُصوَّر العمل الصحفي والتعاون مع القنصليات الأمريكية على أنه تهديد، من قبل بارزاني، الذي يعتمد نظامه وثروته غير المشروعة ووزارات دفاعه إلى حد كبير على أموال دافعي الضرائب الأمريكيين. وبالنسبة للولايات المتحدة، ومع وجود أكبر قنصلية لها الآن في أربيل، تطرح قضية شيرواني سؤالًا أخطر في السياسة الخارجية والأمن القومي الأمريكي: هل يمكن للدبلوماسية الحقيقية أن تتعايش مع الصمت في ظل القمع، وسوء استخدام الأموال المزعوم، واغتيال ضابط استخبارات أمريكي لم يُحل؟

لم يعد الصمت خيارًا. يجب على الولايات المتحدة أن تطالب علنًا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن شيرواني، وأن تدعو إلى تحقيق مستقل في الانتهاكات القضائية المزعومة، والاعتداءات على أفراد الاستخبارات والجيش الأمريكي، وانتهاكات حرية الصحافة، وأن تحمّل السلطات الإقليمية المسؤولية عن استخدام أموال دافعي الضرائب الأمريكيين وإساءة استخدامها.

The United States' Largest Consulate Cannot Remain Silent in Erbil

On October 7, 2020, Kurdish investigative journalist Sherwan Sherwani was forcibly detained at

his home outside Erbil in a brazen, coordinated security operation. Armed officers stormed the

premises, restrained Sherwani at gunpoint, and tore him away in front of his children. This

dramatic arrest was not an isolated incident—it was a chilling escalation in the relentless

campaign to silence one of Kurdistan Region’s boldest journalists exposing Masrour Barzani’s

regime.

Sherwani’s 2020 detention broke new ground in the regime’s crackdown on the press. Though

previously targeted in 2012 and again in 2019, the October 2020 arrest propelled Sherwani into a

protracted judicial ordeal, transforming him overnight from a watchdog into a global symbol of

press repression. The authorities’ actions sent a loud and threatening signal: Barzani’s regime is

willing to crush dissent at any cost, even as consulates around Erbil and Duhok witnessed the

unfolding injustice.

Sherwani, an investigative journalist of over a decade and founder of Bashur, exposed systemic

corruption, abuses by security services, extrajudicial detentions, and political power struggles.

Peers describe him as resisting Masrour Barzani’s constraints on journalists, which shielded top

KRG politicians from scrutiny.

Four months after his arrest, an Erbil criminal court sentenced Sherwani and four others to six

years in prison under sweeping national-security charges. These prosecutions, weaponized in the

Badinan region, the KDP and Barzani family stronghold, send an unmistakable warning: dissent

will be crushed. Accusations of Barzani’s misuse of Kurdish and U.S. funds keep mounting, as

investigative reporting reveals new schemes to conceal illicit billions.

The case cannot be separated from the broader crisis. Under Prime Minister Masrour Barzani,

since 2019, the Kurdistan region has seen open hostilities against free speech, journalism, and

civil society escalate. Every day of silence from the United States and its allies emboldens the

regime and weakens U.S. national security interests including enforcing sanctions against

regional bad actors.

Barzani did not stop at public accusations before Sherwani's trial, he labeled detained journalists

as "spies" and "saboteurs," fueling a climate of hostility. Now, Barzani himself stands exposed:

since 2022, he has sought illegal Pegasus spyware in the U.S., a chilling development suggesting

these same journalists, activists, and foreign consulates could be his targets. Human Rights

Watch condemned the trial as "fundamentally flawed" with reports of forced "confessions,"

intimidation, and severe due process violations. Germany's Federal Foreign Office likewise

denounced the proceedings for their flagrant disregard of due process.

Sherwani's original release date was in 2023; however, new charges were filed against him,

including allegations that he signed legal documents on behalf of another inmate, although the

inmate testified he fully consented. Nonetheless, the court imposed an additional sentence. Press-

freedom and human rights organizations observed a recurring pattern in which new accusations

arose whenever release appeared imminent. For over a decade, the U.S. State Department's

Human Rights reports have detailed increasing oppression and extra-judicial killings in the

Kurdistan region of Iraq, with reports of reporters, activists, and citizens voicing dissent.

In August 2025, just before a scheduled release, Sherwani was swiftly convicted yet again after

new allegations from a prison officer. Calling the case "predetermined," Sherwani's lawyer

warned the appeal is still pending. In the meantime, his prison conditions have sharply

deteriorated.

The U.S. and foreign consulates in Erbil are well aware that a critical element of the

prosecution's case against Sherwani pivoted on his professional interactions with foreign

diplomats stationed in Erbil and Duhok. Sherwani's meetings were no secret, publicly reported

online, and were not unusual. Prosecutors alleged that Sherwani's contacts constituted

collaboration with "foreign actors," despite the absence of evidence that Sherwani was guilty of

disseminating classified information or receiving financial bribes. Germany's consulate publicly

rejected the theory, warning that the falsehoods would criminalize routine diplomatic

engagement with civil society. The German consulate has not been the only consulate accused by

Masrour Barzani of perpetrating "spying" on his Saddam Hussein-style rule. French and United

States consulates and diplomats were also accused of spying on Barzani by meeting with

journalists and other individuals reporting on the Kurdistan region.

The time frame of Sherwani's original detainment and trial on accusations of spying in concert

with foreign consulates is more disturbing, with the assassination of a U.S. intelligence officer,

his body beaten and bruised, in 2021, his body dumped in Dry Creek. Barzani's explanation and

that of the KRG's KDP actors was death due to a heart attack. The backdrop, simultaneous with

Barzani's fury over foreign consulates' cooperation with journalists investigating corruption or

cooperating with U.S. security forces, is a haunting reminder of Iraq's past dictators and the

ramifications to U.S. security interests when we remain silent.

Sherwani’s continued imprisonment has become a global issue for the U.S. It shows how

journalism and cooperation with U.S. consulates are wrongly cast as threats by Barzani, whose

regime’s illicit wealth and defense ministries are largely funded by U.S. taxpayers. For the U.S.,

with its largest consulate now in Erbil, Sherwani’s case poses a more serious foreign policy and

U.S. national security question: can real diplomacy coexist with silence amid repression, alleged

fund misuse, and an unsolved assassination of a U.S. intelligence officer?

Silence is no longer an option—the United States must publicly call for Sherwani’s immediate

and unconditional release, demand an independent investigation into alleged judicial abuses,

attacks on U.S. intelligence and military personnel, press freedom, and hold regional authorities

accountable for the use and misuse of U.S. taxpayer funds.

Mattie Moore is a writer, commentator, and cyber consultant. She holds an MS in Cybersecurity

Technology and Policy and a degree in Political Science. Her work has appeared in the Financial

Times, Business Insider, The Daily Caller, the Miami Herald, and academic journals. She is the

author of the upcoming 2026 book Despots and Demons. She was the Republican nominee for

Congress in California in 2010.